الثلاثاء، 21 فبراير 2012

ماذا لو: جمدت الثلوج عقل مورينيو وغرق بواش في "بحر الظلمات"؟

ماذا لو: جمدت الثلوج - كرة القدم - دوري أبطال أوروبا


مدربان برتغاليان يخوضان مغامرتين محفوفتين بالمخاطر في ليلة واحدة.. أحدهما سينجو بمصير فريقه على الأغلب، والآخر يسير في طريق المجهول.

قبل أكثر من 50 عاما.. كان جيش أدولف هتلر على مشارف السيطرة على قارة أوروبا بأسرها من شرقها إلى غربها وبدا وكأن القارة العجوز في طريقها للسقوط تحت دبابات النازيين، غير أن كل هذا "تجمد" وانتهى تحت ثلوج روسيا وبرودتها القارصة.
واليوم وفي درجات حرارة تصل إلى 10 تحت الصفر، يتوقف جيش المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على أبواب موسكو لمواجهة ممثلها سسكا، في خطوة مصيرية نحو غزو القارة العجوز، مثلما فعل مع الدوري الإسباني هذا الموسم.
وفيما يعتمد ريال مدريد على قدرات وإمكانيات نجومه، إضافة إلى دهاء منافسه، بينما كل تصريحات الفريق الروسي ترتبط بالاستفادة من الطقس السيئ والبرودة القارصة في تجميد الأداء المدريدي.
فماذا لو سقط الفريق في فخ الخسارة أمام الروس؟..
ما يميز ريال مدريد هذا الموسم هو الثقة العالية للاعبيه، وهو ما أدى إلى عدم خسارة الفريق لأي مباراة باستثناء مباراة برشلونة، وخسارة مباراته أمام سسكا موسكو من المتوقع أن تسبب الكثير من الإزعاج لمورينيو ولاعبيه وستهز ثقتهم في أنفسهم بعض الشيء.
وإضافة إلى أن السقوط في مباراة موسكو سيضع بعض التوتر على عاتقي مورينيو، فإن الخسارة أمام سسكا ستوقف سلسلة انتصارات ريال مدريد في البطولة الأوروبية عند الرقم 6 وستحرمه من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم غريمه اللدود برشلونة وهو الفوز في 7 مباريات متتالية بالبطولة.
لكن على المدى البعيد، فالخسارة أمام الفريق الروسي يمكن تداركها في مباراة العودة، بالنظر إلى الفارق الكبير بين إمكانيات لاعبي الفريقين.
أما تشيلسي الإنكليزي، فمن المؤكد أن الرعشة التي ستدب في أوصال مدربه البرتغالي أيضا أندري فيلا بواش لن تكون بسبب برودة الطقس، وإنما بسبب التأثير المباشر لنتيجة المباراة على مستقبله مع الفريق اللندني.
فتشيلسي يحقق أسوأ سلسلة من النتائج على الإطلاق تحت رئاسة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، وبات الفوز حدثا استثنائيا، فيما تحولت الهزائم والتعادلات إلى النتائج الملازمة لاسم مدربه البرتغالي.
واستنجد بواش في الأيام القليلة القادمة بأبراموفيتش طالبا منه العون في مهمته "شبه المستحيلة"، لاسيما وأن الحديث الآن بات على خليفة البرتغالي، بل وهناك ترشيحات إعلامية للمدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا المدير الفني لأثلتيك بلباو الإسباني.
السقوط أمام نابولي، لاسيما إذا جاء بشكل يصعب كثيرا من مهمة الفريق الإنكليزي في ستامفورد بريدج (وهو أمر وارد)، سيكون له أثر بالغ على مصير "مورينيو الجديد"، الذي خسر كثيرا من سحره في الأسابيع الأخيرة وانتشرت مشاكله مع اللاعبين عبر صفحات الإنترنت.
ومن المؤكد أن خروج تشيلسي من البطولة الأوروبية سيترتب عليه وضع كلمة النهاية في المشوار القصير لبواش مع الإرث القديم لمواطنه العملاق مورينيو.
مدربان برتغاليان يخوضان مغامرتين محفوفتين بالمخاطر في ليلة واحدة.. أحدهما سينجو بمصير فريقه على الأغلب، والآخر يسير في طريق المجهول.
(ملحوظة: الكاتب لا يشبه مورينيو بهتلر، وإنما يظهر دور الثلوج في إيقاف أعتى القوى البشرية)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق